عقب اندلاع شرارة الثورة العربية في تونس وانتقالها إلى عدد من الدول العربية، كانت كبرى الجرائم التي ارتكبها المستبدون الذين تم الإطاحة بهم او الذين تمسكوا بكرسي الحكم الذي تسبب في دمار أوطانهم،كبرى الجرائم التي ارتكبوها في حق شعوبهم بعد تقييد حرية التفكير والتعبير والتنقل، جريمة التفقير والتهميش.
كل الأنظمة الدكتاتورية تقريبا تعتمد خيار العقاب لكل المخالفين لها. يكون العقاب بالسجن وبالحصار كما يكون العقاب بالتهميش والاقصاء الذي قد يطال أفراد ومجموعات كما قد يطال جهات بأكملها.
وفي تونس.. كان رأسي النظامين البورقيبي والبنعلي القادمين من المناطق الساحلية إلى قصر قرطاج أكثر من إعتمد نظام المكافئة للموالين وانزال أشد العقاب بكل من يخالفهم. حتى أنهم قسموا البلد خلال فترة حكمهم إلى أفراد موالون موغلون في الثراء وجهات حظيت بالتنمية والبنية التحتية المتطورة ويتمتع فيها ساكنوها بكل مرافق الترفيه والحياة الكريمة.
أمام الأفراد المخالفون للفكر البورقيبي والبنعلي فقد تم الانتقام منهم افراد ومجموعات ونكاية فيهم تم إنزال أشد العقاب بالجهات التي يسكنونها.
فالجنوب التونسي والشمال والوسط وحتى تونس العاصمة حرمت من التنمية وأبسط مقومات العيش الكريم. العقاب الجماعي لم يستثني أحد في هذه المناطق المهمشة، الشيب والشباب والوليد.. البشر والشجر والحجر.
انقشعت دكتاتورية الأنظمة المستبدة وبقيت دكتاتورية الفقر والتهميش التي أورثوها لورثائهم من سياسيين متزلقين ومسؤولين تابعين وأفراد مسكونين بالعنصرية والحنين للدكتاتورية.
لن نستفيق صباحا فنجد أن دكتاتورية الفقر والتهميش غادرتنا، نحن بحاجة إلى مزيد النظام إما أن نفتك بلدنا ونحرره من كل مظاهر الاستبداد أو أن نبحث لنا عن وجهة ثانية ونغادر البلد.
كلمة التحرير
جميع الحقوق © 2019 محفوظة لـ " حقوق نيوز" - و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من حقوق نيوز | أنجز من قبل حسن عبدالله