تحيي تونس اليوم الخميس 17 ديسمبر 2020، ذكرى مرور 10 سنوات على الثورة التونسية التي أطاحت في 14 جانفي 2011 بنظام التجمع الدكتاتوري.
ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي (وقد توفي البوعزيزي يوم الثلاثاء الموافق 4 يناير 2011 في مستشفى بن عروس بسبب حروقه البالغة).
أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.
كما أدى ذلك إلى اندلاع مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وولاية القصرين مع قوات الأمن لتنتقل الحركة الاحتجاجية من مركز الولاية إلى البلدات والمدن المجاورة كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيانو القصرين وفريانة ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن.
وأجبَرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.
كما تم بعد خطابه فتح المواقع المحجوبة في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحَجب، بالإضافة إلى تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضاً طفيفاً.
لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011. فأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي في نفس اليوم عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه وذلك حسب الفصل 56 من الدستور، مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول. لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس.
وبناءً على ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يومًا. وشكلت الثورة التونسية المفجر الرئيسي لسلسلة من الاحتجاجات والثورات في عدد من الدول العربية.
استطاعت الثورة التونسية أن تؤسس لانتقال ديمقراطي في البلاد ومنذ ذلك الحين تعاقبت الحكومات وتغيرت الوجوه السياسية واعتلى العديد من المسؤولين المناصب، لكن لا تزال البلاد تعيش أوضاعا صعبة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في ظل تفشى الفقر والخصاصة وتواصل سياسة التهميش والاقصاء والمماطلة وغلاء الأسعار بالإضافة إلى ما تشهده البلاد اليوم من وضع صحي إستثنائي فرضه تفشي مرض كوفيد 19 ، وأسفر عن تسجيل 114547 إصابة و 3997 حالة وفاة، في تونس.
كما أن الذكرى العاشرة للثورة تأتي هذه السنة في ظل وضع إقتصادي صعب تعيشه البلاد ، لكن ذلك لم يمنع السياسيين من التناحر وممارسة العنف ضد بعضهم داخل مؤسسات الدولة وتبادل التهم حتى أن الوضع بلغ أقصاه من خلال دعوة بعضهم إلى الإنقلاب على المؤسسات الدستورية المنتخبة.
10 سنوات على اندلاع شرارة الثورة ومختلف الجهات مازالت تعيش التهميش والحرمان ، وتعيش موجة من الاحتجاجات العارمة مطالبة بالتنمية والتشغيل وهي أهو المطالب التي قامت من أجلها الثورة .
أسرة تحرير موقع حقوق نيوز تهنئ بهذه المناسبة، التونسيين والتونسيات وتؤكد أن مسيرة النضال للتحرر من مخلفات العقود من الدكتاتورية متواصلة.
#ذكرى_اندلاع_شرارة_الثورة_التونسية
#17_دسمبر_عيد_الاحرار
#حقوق_نيوز_الإعلام_البديل
جميع الحقوق © 2019 محفوظة لـ " حقوق نيوز" - و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من حقوق نيوز | أنجز من قبل حسن عبدالله