بعض الأخوة والأخوات، كنت أقرأ لهم باهتمام ولما بدأوا هم أيضا بكتابة ”راهو” و”فهمتنلا” أصبح البصر ينزلق ولا يتوقف.المصيبة أن عددهم يتكاثر يوما بعد يوم وكأنّه لم يعد لأحد قدرة على مواجهة الطوفان.كارثة عظمى حلت بلغة الضاد في هذه الأرض التي -للذكرى- أعطتها ابن منظور وابن خلدون والشابي.
رغم تعاسة الوضع وهذه الشعبوية اللغوية الجارفة التي استسلم لها حتى أناس كنت أظنهم أصلب عودا، سأواصل الدفاع عن ركيزة هويتنا كشعب وأمة.
قد لا توجد أمة شرفها الله بأجمل وأنبل وأبلغ اللغات مثل أمتنا لكن أبنائها وبناتها استباحوها كما لم يستبحها أي عدوّ لدود.المشكلة أن العلاقة باللغة ليست إلا تعبيرا آخر عن عقلية تتسلل اليوم إلى كل المجالات قوامها التسيب والبحث عن السهولة والسرعة ورفض القواعد والضوابط باسم فهم الأطفال للحرية.لن يكون الرجوع للوضع الطبيعي سهلا على فرض أن أمرا كهذا ما زال ممكنا والوضع الطبيعي مواصلة تطور اللغة من جذعها الرئيسي لا من أغصانها المريضة.نعم، سأواصل فيما يخصني الحديث بالدارجة المهذبة وسأواصل الكتابة بلغة الضاد لا أفهم كيف يقبل كاتب أو مفكر أو مغني أو تاجر أو إعلامي أو سياسي أن يتقوقع بإرادته في فضاء صغير لا يتجاوز بضعة ملايين من المستهلكين… وحسن حظه فتح له فضاء فيه أربعمائة مليون قلب وعقل لا مفتاح إلا كنزنا المشترك: اللغة العربية.ولا بدّ لليل أن ينجلي
جميع الحقوق © 2019 محفوظة لـ " حقوق نيوز" - و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من حقوق نيوز | أنجز من قبل حسن عبدالله